“احا، إيه اللى حصل؟”
بصيت لنهى اللى واقفة وراهم أكنها مش من هنا.
“إحنا لازم نعمل إنه إتسرق.”
“إحنا مين يا روح أمِك؟” عرابى مسكها من دراعها. فِضِلت قاعد أكنى بتفرج على فيلم.
“بس، لازم نعمل كده عشان البوليس مايمسكناش.”
شنبو كان لسه واقف جنب الباب أكنه متشعلق فى أتوبيس، أى لحظة ممكن ينزل، “انا ماليش دعوة بيكم، مش عايز أرجع السجن تانى ياولود المتناكة.”
عرابى كان تقربياً إتصاحب على شنبو، “طب هتعمل إيه؟”
“هاسافر فى اى حتة عند معارفى عقبال مالدنيا تهدى او حد فيكوا يتمسك.”
“إستنا بس…”
“أوعى يا عم.” مشى وحسيت إن عرابى كان عايز ينزل معاه.
عرابى وقف فى مدخل الأوضة وهو حاضن اللابتوب وبصلى، “آدى آخرة المشى ورا الحريم.”
“نقّطنا بسكاتك يا عم الناصح ونبى.”
“انا اللى غلطان دلوقتى؟”
“احا، لأ انا طبعاً اللى غلطان، عشان وثقت فى واحد زيك.”
“مالى يعنى، منا إنقذت حياتك إمبارح.”
“وبعد كده حبستنى يابن الأحبة، إيه ماكنتش قادر تفضل راجل للآخر؟”
نهى دخلت بينا زى مدرسات الحضانة، “بس بقى، خدو الحاجات الغالية من الفيلا ويلا نمشى.” نور العربية دخل الأوضة تانى وإتحرك بعيد لغاية لما إختفى.
ماكنش فيه حلول بديلة. الموضوع جه لعرابى على الطِبْطاب، وطمعُه نسّاه خطورة الموقف. مفيش قدامى غير إنى أمشى وأتمنا إن الحوار ده مايجيش ورايا. مستحيل.
عرابى ولّع نور النجفة وفى ثوانى كان نَفّض الاوضة من اى حاجة خفيفة وغالية. الواد نفسه ماكنش معاه حاجة، عصابة الشاهين كانت قامت بالواجب قبلينا. كان حاطت اللاب تحت باطُه وخارج من الأوضة عشان يكمّل تقليب. نهى مسكت دراعه.
“انا عيازة اللابتوب.” قالتها بطريقتها اللى فيها أمر وإستعطاف فى نفس الوقت. سابهُلها وخرج. كان عارف إن الفيلم ده خلاص بقى دليل إدانة. كانت قافشة فى اللابتوب وهى بتبص بصة أخيرة على الأوضة قبل ماتمشى. مش عايزة تسيب حاجة وراها. حسيت ساعتها إنها كانت بتقتل قتيل كل يوم.
“خلاص كده؟”
“لو عايز فلوس انا مش معاية حاجة دلوقتى.” كانت خلاص إدتنى ضهرها وطالعة برا.
“فين الكاميرا؟”
وقفت ولفتلى تانى، “أنهى كاميرا؟”
“بلاش إستعباط، أومال إتصورتوا بالقمر الصناعى؟”
“ماعرفش، هو اللى كان مصورنى.” قالتهالى بقرف. كان نفسى أديها بالقلم بس ماكنش ليها لازمة، خلاص الموضوع مش مستحمل أى حاجة تانية. بس ده مش معناه إنها هتمشى وهى لسه مقرطسانى.
“الكاميرا مش معا العيال وماحدِّش فيهم يعرف عنها حاجة. ومش موجودة هنا فى الفيلا. إنت الوحيدة اللى ممكن تكون معاكى.”
“إنت عايز إيه؟”
“خدتى الكاميرا بتاعت الواد ولا لأ؟”
بصتلى بزهق وإتنهدت، “لأ، الكاميرا بتاعتى أصلاً.”
“مش فاهم، أومال صوّرك بيها إزاى؟”
“عادى، انا اللى إقترحت عليه، انا عارفه إنه بيحب الحاجات دى.” شاورت على اللابتوب، “بعتهوله قبل مانتخانق.”
“كنتى مخضوضة فى آخر الفيلم.”
فكرت شوية، “اه، لأ انا بس شوفت الهوا بيزق درفة الدولاب، كان هيسد الفيوه.”
قومت ومشيت ناحيتها، “يعنى ماكنش بيهددك بيه.”
رجعت لورا بس عينيها كان كلها تحدى، “أيوه، إحنا إتخانقْنا عشان صاحبتى شافته مع واحدة تانية.”
احا، أجّرِت كل العيال دى عشان تنتقم من الواد. كان جحش وكانت لبوة. ماكنتش عارف انا إيه. كانت لازقة فى الحيطة وحامية نفسها باللابتوب.
وكنت بَعْصُر الفرد فى إيدى.
“فارس، الموضوع مش هيفرق معاك، ماتوديش نفسك فى داهية.”
حَسِّت إنى ضعفت وراحت خارجة من الأوضة. سمعت صوت كعبها على سيراميك الحمام، و صوت طرطشة مية. بصيت على جثة عادل قبل ماخرج وطفيت النور. مشيت فى الطورئة على نور الحمام وأوضة تانية مفتوحة فى آخرها. عرابى كان عمّال بيقلب فى دولاب العيلة ومبهدل الدنيا. نهى كانت مديانى ضهرها وبتغسل وشها. لمحتنى فى المراية وكمّلت غسيل، بتقولى كسمك يعنى. مشيت ناحية السلّم.
فكّرت أسيب الفرد فى الفيلا لعرابى عشان ماكنتش عايز أشوفه تانى، بس قولت بلاش لحسن ينساه وأروح فى داهية. مش ناقصة غباوة أكتر من كده. خبّيت الفرد تحت البالطو وفتحت باب الفيلا. الهوا خبط فى وشى وحسيت فاجئة إن الحياة جميلة. كنت حاسس إنى خارج من مقبرة. مشيت على بلاط الممر ومابصيتش ورايا.
أول ماخرجت من البوابة الحديد لقيت شنبو فى وشى. كان بينهج والعربية كانت الناحية التانية ونورها مطفى. غيّر رأيه ورجع. هوا كمان إتخض ورفع الفرد فى وشى. رفعت إيدى جبنى برّاحة وإقتنعت إنى هاموت.
“البت لسه فوق؟”
رديت بعد شوية، “أه.”
“مش هينفع نهرب كده، البت دى لازم تموت.”
بصّيت للسما، كنت عايز أهرب من الفيلا بنت الوسخة دى بأى طريقة. كابوس جوا حلم جوا كابوس.
كمّل أكنه بيقنعنى، “لو ماتت يبقى مافيش أى حد هيعرف يوصلّنا.”
طلّعت الفرد من تحت البالطو برّاحة وشنبو باصصلى ومجهِّز الفرد بتاعه. مديتله إيدى وخده منى. كنت بعلن إستسلامى قدام نفسى وقدام الحوار كله. انا خسرت وإتبعبصت وإضحك عليا. ومش بعيد رحت فى داهية.
“إبقى خُد الموبايل بتاعها،” سبته ومشيت. دخل بيجرى ناحية باب الفيلا. سيب موبايلك هنا وأطلع من الفيلا ما تتلفتش وراك. قفلت موبايلى ودفسته فى جيبى. نزلت من على الرصيف وشوفت العربية الباسات قدامى، حاولت أنسى صاحبتها. ولّعت سيجارة وإتمشيت على مهلى فى البرد. ماكنتش قادر أمّد، أكن الفيلا بتسحبنى لورا.
كان فاضل شوية على الفجر. عايز أقعد فى أى قهوة عقبال ما الشمس تطلع. كنت قربت من مدخل الشارع وشوفت كام كلب بيجروا ورا بعض. سمعت صوت طلقة الخرطوش من ناحية الفيلا، سمعت صدى صوتها. وسمعت عويل الكلاب حوليا. إترعشت من الصوت والبرد. كمّلت مشى وحطيت إيدى فى جيب البالطو. فكّرت فى قهوة زيادة ودفا الشيشة. فكّرت أسافر الأسكندرية أقعد عند واد صاحبى شوية. فكّرت فى الوسع والبحر.
سمعت صوت جرى وصوت إبواب الشاهين بيتقفلوا. سمعت صوت كاوتش على الأرض وصوت فرامل فى آخر الدنيا، وصوت شبابيك قليّلة بتتفتح. إعتبرت إن كل حاجة ورايا ملهاش وجود، وكل ماكنت ببعد خطوة كنت برتاح. كنت معتقد إنى لو نسيت الحوار، وعادل ونهى، ونسيت الفلوس والبعبوص، وعرفت أكمِّل عيشتى، يبقى كده انا كسبت. او على الأقل فضلت بلعب.
وصلت لميدان الإتحاد وعديت من جنب كشك الورد. كان مقفول طبعاً ومختفى فى الضلمة، بس ريحته هوّنت عليا. انا ماعملتش حاجة غلط، انا بس عملت عبيط. رميت عُقب السيجارة وإتجهت ناحية كبرى الزحاليق. عرابى، إبن المتناكة، كان ديماً يقولى لو حاجة وقعت منك ماتوطيش تجيبها، عشان لو وطيت، هيجى حد من وراك يبعبصك.
#تمت
#خيال_لمبة
“#bulb_fiction”